تلعب الأسرة دورا اجتماعيا، فتربي أبناءها تربية سوية حتى يتكيفوا ويمتثلوا لقيم المجتمع.
1- الأسرة التربوية : تظهر طفولة الأولياء وشهادتهما عن تاريخ الأسرة وعلاقتهما الحالية ومشاريعهما في سلوكهما أمام الطفل، وبالتالي تصبح مرجعية يعتمد عليها الطفل ويتموضع حولها، كما يتخذ الطفل من أمنيات وإرادات أوليائه محكا ومرجعا أساسيا له.
تقوم التربية الأسرية على الزواجيات:حب-كره،و إلتحام-رفض، وتبعية-استقلالية. كما تضع الأسرة حدودا تسمح باحتواء الامتداد الطبيعي للطفل، وهي حدود بناءة وآمنة. الأسرة هي في آن واحد محرك ومصدر للمنوعات، كما تلعب دورها الاجتماعي بإيصال الطفل إلى تكيف أدنى مع الواقع.
ترى النظريات النسقية والسلوكية أن التأثير والتعايش هما أحداث تفاعلية هامة في فترة النمو التاريخي للخلية الأسرية.
2- وظيفة التربية: التربية جزء من ثقافة المجتمع، ووسيلته للحفاظ على بقائه، واستمراره، وثبات نظمه ومعاييره الاجتماعية، وقيمه وخبرات ومعارف أجياله السابقة .
تساعد التربية على استدخال بعض أنماط تفكير رؤية العالم، وتلعب دور أساسي في تنمية الوظائف الذهنية، والجمالية، والخلقية والروحية؛ وفي هذا المستوى تتدخل طرق التربية بكيفية غير مباشرة، وليس كما هو الحال مع "تعلم" و"اكتساب" الثقافة حيث تتدخل هذه الطرق التربوية بكيفية مباشرة.
3- تربيــة الطفـل : ترتبط أنماط السلوك والأداء التي ننتظرها من الطفل بالسياقات الاجتماعية والثقافية التي يوجد فيها، والتي تنتقل إليه عن طريق تقنيات العناية الموجهة له، وبفضل سيرورات التعلم والتربية.
إن كيفية العناية بالرضيع محكومة بالعادات، وتعكس وتقدم الثقافة التي ينتمي إليها. كما أنها تطبعه بأثرها وتلوّن تجاربه الأولى في الحياة بطبع خاص.
وترى مارغريت ميد (M.Mead, 1947) أن كل فترة تعلم لا تأخذ دلالتها إلا لكونها عززت وأكدت من طرف مظاهر أخرى من مظاهر الثقافة؛ فمثلا فطم الطفل مع مداعباته ليس كفطمه مع موقف متشدد من الأم.
تكون كل الانطباعات التي يكونها الطفل مشتتة ومتفرقة ثم تنتظم رويدا رويدا في شكل دلالات توجه تدريجيا سلوكاته وأسلوبه العلائقي مع الآخرين، وتتعزز هذه السيرورة بالمكافأة والعقاب؛ فمثلا تعطي الثقافة الهندية أهمية للاستقلالية، وعند الغربيين الامتثالية، وهند العرب التعاون وعند اليابانيين التنافس. لا يكون الطفل انطباعاته الأولى انطلاقا من العناية الموجهة له بل أيضا كونه شاهد على حياة الراشدين، فهو يشارك عندما يكبر في أعمال جماعية، وأفراح واحتفالات، واستعراضات. كل هذه الأعمال تترك فيه انطباعات قوية وبفضلها يبدأ في تقاسم قيم الجماعة التي ينتمي إليها.
4- علاقة التربية بالثقافة : يرى م.ج. هارزكوفيتس (M.J. Herskovits) أن الثقافة هي العنصر المكتسب في السلوك البشري، وتكتسب الثقافة بطرق شتى وبالأخص عن طريق "التربية". وهذه الأخيرة هي مصدر أهم أنماط تمايز السلوكات، والعلاقات الاجتماعية والاستجابات لعدد من الوضعيات والإيماءات المحددة (طريقة الأكل، والجلوس، واللباس والمصافحة... إلخ) والتي يتعلمها الفرد بكيفية مباشرة البرهنات والتكرارات.
تختلف نماذج التربية من مجتمع إلى آخر لكن تبقى دائما وثيقة الصلة بالثقافة، وأحيانا تتوحد التربية مع الثقافة عندما تعتبر غاية في حد ذاتها ويتعلق الأمر في هذه الحالة باكتساب ثقافة ترقوية.
لا يوجد مجتمع بدون تربية، وكل مجتمع يقترح أو يفرض على أعضائه عدد من القواعد والقوانين والمعايير وكيفيات الفعل أو التفكير والتي تشكل نسقا تربويا مرنا يخضع لخلق امتثالي أو لا امتثالي.
تنتقل الثقافة، مثل التربية، عن طريق التقليد داخل نفس المجتمع، وبين أفراد نفس الجماعة أو جماعات مختلفة، وفي بعض الأحيان بين مجتمعات مختلفة.
لقد تأثرت كيفية اتصال الطفل وطريقته في الاتصال بمفاهيم "التنشئة الاجتماعية" و"طبيعة الخطاب" داخل الثقافة التي تتم فيها التربية، فقد لوحظ داخل الثقافة الواحدة تنوع أنماط اللغة الصادرة عن الأمهات حسب أسلوبهن التربوي الحر نسبيا
1- الأسرة التربوية : تظهر طفولة الأولياء وشهادتهما عن تاريخ الأسرة وعلاقتهما الحالية ومشاريعهما في سلوكهما أمام الطفل، وبالتالي تصبح مرجعية يعتمد عليها الطفل ويتموضع حولها، كما يتخذ الطفل من أمنيات وإرادات أوليائه محكا ومرجعا أساسيا له.
تقوم التربية الأسرية على الزواجيات:حب-كره،و إلتحام-رفض، وتبعية-استقلالية. كما تضع الأسرة حدودا تسمح باحتواء الامتداد الطبيعي للطفل، وهي حدود بناءة وآمنة. الأسرة هي في آن واحد محرك ومصدر للمنوعات، كما تلعب دورها الاجتماعي بإيصال الطفل إلى تكيف أدنى مع الواقع.
ترى النظريات النسقية والسلوكية أن التأثير والتعايش هما أحداث تفاعلية هامة في فترة النمو التاريخي للخلية الأسرية.
2- وظيفة التربية: التربية جزء من ثقافة المجتمع، ووسيلته للحفاظ على بقائه، واستمراره، وثبات نظمه ومعاييره الاجتماعية، وقيمه وخبرات ومعارف أجياله السابقة .
تساعد التربية على استدخال بعض أنماط تفكير رؤية العالم، وتلعب دور أساسي في تنمية الوظائف الذهنية، والجمالية، والخلقية والروحية؛ وفي هذا المستوى تتدخل طرق التربية بكيفية غير مباشرة، وليس كما هو الحال مع "تعلم" و"اكتساب" الثقافة حيث تتدخل هذه الطرق التربوية بكيفية مباشرة.
3- تربيــة الطفـل : ترتبط أنماط السلوك والأداء التي ننتظرها من الطفل بالسياقات الاجتماعية والثقافية التي يوجد فيها، والتي تنتقل إليه عن طريق تقنيات العناية الموجهة له، وبفضل سيرورات التعلم والتربية.
إن كيفية العناية بالرضيع محكومة بالعادات، وتعكس وتقدم الثقافة التي ينتمي إليها. كما أنها تطبعه بأثرها وتلوّن تجاربه الأولى في الحياة بطبع خاص.
وترى مارغريت ميد (M.Mead, 1947) أن كل فترة تعلم لا تأخذ دلالتها إلا لكونها عززت وأكدت من طرف مظاهر أخرى من مظاهر الثقافة؛ فمثلا فطم الطفل مع مداعباته ليس كفطمه مع موقف متشدد من الأم.
تكون كل الانطباعات التي يكونها الطفل مشتتة ومتفرقة ثم تنتظم رويدا رويدا في شكل دلالات توجه تدريجيا سلوكاته وأسلوبه العلائقي مع الآخرين، وتتعزز هذه السيرورة بالمكافأة والعقاب؛ فمثلا تعطي الثقافة الهندية أهمية للاستقلالية، وعند الغربيين الامتثالية، وهند العرب التعاون وعند اليابانيين التنافس. لا يكون الطفل انطباعاته الأولى انطلاقا من العناية الموجهة له بل أيضا كونه شاهد على حياة الراشدين، فهو يشارك عندما يكبر في أعمال جماعية، وأفراح واحتفالات، واستعراضات. كل هذه الأعمال تترك فيه انطباعات قوية وبفضلها يبدأ في تقاسم قيم الجماعة التي ينتمي إليها.
4- علاقة التربية بالثقافة : يرى م.ج. هارزكوفيتس (M.J. Herskovits) أن الثقافة هي العنصر المكتسب في السلوك البشري، وتكتسب الثقافة بطرق شتى وبالأخص عن طريق "التربية". وهذه الأخيرة هي مصدر أهم أنماط تمايز السلوكات، والعلاقات الاجتماعية والاستجابات لعدد من الوضعيات والإيماءات المحددة (طريقة الأكل، والجلوس، واللباس والمصافحة... إلخ) والتي يتعلمها الفرد بكيفية مباشرة البرهنات والتكرارات.
تختلف نماذج التربية من مجتمع إلى آخر لكن تبقى دائما وثيقة الصلة بالثقافة، وأحيانا تتوحد التربية مع الثقافة عندما تعتبر غاية في حد ذاتها ويتعلق الأمر في هذه الحالة باكتساب ثقافة ترقوية.
لا يوجد مجتمع بدون تربية، وكل مجتمع يقترح أو يفرض على أعضائه عدد من القواعد والقوانين والمعايير وكيفيات الفعل أو التفكير والتي تشكل نسقا تربويا مرنا يخضع لخلق امتثالي أو لا امتثالي.
تنتقل الثقافة، مثل التربية، عن طريق التقليد داخل نفس المجتمع، وبين أفراد نفس الجماعة أو جماعات مختلفة، وفي بعض الأحيان بين مجتمعات مختلفة.
لقد تأثرت كيفية اتصال الطفل وطريقته في الاتصال بمفاهيم "التنشئة الاجتماعية" و"طبيعة الخطاب" داخل الثقافة التي تتم فيها التربية، فقد لوحظ داخل الثقافة الواحدة تنوع أنماط اللغة الصادرة عن الأمهات حسب أسلوبهن التربوي الحر نسبيا